أسرار انضمام النساء الغربيات لتنظيم "داعش" الإرهابي

أسرار انضمام النساء الغربيات لتنظيم "داعش" الإرهابي




لا شك أن ظاهرة النساء المنضمات إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، واللاتي يُطلق عليهن اسم "المجاهدات"، من بعض الدول الأوروبية والآسيوية، فضلاً عن الدول العربية قد أثارت كثيراً من التساؤلات حول الأسباب التي دفعتهن إلى وجودهن اللافت للنظر وسط قوى الشر المتدثرة زوراً وبهتاناً بعباءة الإسلام السمحة، والمغامرة بحياتهن في تلك الظروف الصعبة، ثم ما أفكارهن، ورؤاهن للمستقبل المظلم الذي سينتهي حتماً بالقضاء على "الدواعش"؟
المثير في الأمر أن تلك النسوة لا يقتصرن على دولة بعينها، فإضافة إلى السوريات والعراقيات، هناك القادمات من دول شمال أفريقيا، وعدد من الدول العربية، كما تأتي "الداعشيات" أيضاً من أمريكا، ومن دول أوروبا الغربية، خاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وغالباً ما يكون هؤلاء من أبناء المهاجرين الذين يحملون جنسيات أوروبية، ومعظم شرائحهن العمرية تراوح ما بين 18 و21 عاماً، وهي مرحلة تسهل فيها عمليات غسيل الدماغ.
من جهتها، أشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن تنظيم "داعش" وضع شروطاً للالتحاق بكتائبه النسائية من بينها أن تكون الفتاة عزباء، وألا يقل عمرها عن 18 عاماً ولا يزيد على 25، مشيرة إلى أن التنظيم يحرص على دفع أجور مجنداته كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار.
ورغم عدم وجود أرقام موثقة حتى الآن لعدد النساء المنضمات إلى "داعش" فإن بعض الدراسات تشير إلى أنهن يمثلن 10 في المئة من عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، وتُعد فرنسا إحدى أهم الدول المُصدِّرة للمجاهدات، فيما ذكرت الباحثة الأمريكية نيمي جوريناثان "إخصائية شؤون المرأة والعنف الجنسي والأستاذة في كلية "سيتي" في نيويورك" من خلال دراسة مهمة أنه "في الأصل لم تكن هناك نساء في التنظيم، كما هو الحال في كثير من التنظيمات المشابهة، لكنهم أحسوا لاحقاً بأهمية وجود نساء في صفوفهم وشكلوا كتيبة نسائية بالكامل، هذه الكتيبة تقوم بمهام عدة بل إن بعض النساء يشاركن في القتال على الخطوط الأمامية".
وأوضحت جوريناثان أن الدعوة إلى القتال قادرة على اجتذاب المتطوعات، ففي فرنسا أظهرت الإحصائيات أن 45 في المئة من الذين يخططون للانضمام إلى "داعش" من النساء، كما أن هناك أخريات يقمن بنشر مواد دعائية للترويج للتنظيم.
وحول كيفية انجذاب نساء الغرب إلى الخطاب الديني لـ"داعش" رغم تعارضه مع حقوق المرأة، أكدت الباحثة أن المنضمات للتنظيم يدركن أن المعركة لا تتعلق بحقوق المرأة بل بقضية قيام الخلافة، وبالتالي فهن يدخلن من أجل الصراع السياسي، أو البحث عن الأمان لشعورهن بأن هويتهن مهددة".
وفي تقرير مهم لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية جاء فيه أن تنظيم "داعش" يمارس العبودية الجنسية على نطاق واسع، وأن عدداً متزايداً من الشابات البريطانيات تركن عائلاتهن في بريطانيا، وغادرن للانضمام إليه في سورية، وأن عديداً من هؤلاء الشابات أقمن "صداقات حميمة" مع مسلحي التنظيم في معقله بالرقة، وانتهت الصحيفة إلى أن انضمام النساء الأجنبيات جاء نتيجة وجود فراغ في حياتهن المليئة بالترف، فضلاً عن الاعتقاد أن انضمامهن لـ"داعش" سيجعلهن محصَّنات ضد الاعتداءات والعنف، وسيعطيهن قوة على سائر النساء، وسيعزز ثقتهن بأنفسهن وسيصبحن على قدم المساواة مع الرجل.
فيما ذكر خبراء أن النساء الغربيات اللواتي يلتحقن بتنظيم "داعش" لهن نفس الأيديولوجية المتحمسة لفكر التنظيم تماماً كالرجال الذين يلتحقون به، وأن الإخلاص للقضية قوي لديهن كما هو لدى الرجال تماماً".
الأمر المثير للقلق أنه مع هزيمة "داعش" المتوقعة، فإن أعداداً متزايدة من هؤلاء النسوة سينتقلن من عالم الاستقرار المنزلي الذي يعشنه الآن إلى عالم أكثر عنفاً"، لذلك يجب اعتبارهن مصدر خطر ولسن ضحايا، فبعضهن أعربن عن موافقتهن على عمليات قطع الرؤوس التي ينفذها الجهاديون بل إن إحداهن من المجندات الأمريكيات تمنّت أن تقوم بقطع رأس الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف، فيما قالت أمريكية أخرى: "صديقتي المفضلة هي القنبلة اليدوية، وأدعو الله أن يمكنني من قتل جنودهم الخنازير بأسلحتهم"، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هؤلاء النساء يقدمن النصائح والتشجيع لنساء أخريات يفكرن في الانضمام إليهن، ويقدمن لهن المساعدة والنصائح ويحلنهن إلى الجهات التي تمكنهن من التوجه إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم".
0 Komentar untuk "أسرار انضمام النساء الغربيات لتنظيم "داعش" الإرهابي"

.

تابعنا على الفيس بوك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأكثر قراءة

الشروط والاحكام | سياسه الخصوصيه | تواصل معنا