حقيقة اغتيال الرجل الثانى فى داعش

حقيقة اغتيال الرجل الثانى فى داعش

د. عمرو عبد المنعم، الباحث في الحركات الإسلامية
قال الدكتور عمرو عبد المنعم، الباحث فى الحركات الإسلامية والجهادية، إن عملية اغتيال فاضل الحيالى، 20 أغسطس 2015، بالتزامن مع تسريبات تنفيذ القوات الأمريكية عملية إنزال جوى شمال الموصل، لها تداعيات خطيرة على أوضاع تنظيم داعش الإرهابى فى العالم العربى.وأضاف فى تصريحات خاصة: "السؤال المهم لماذا استهدفت القيادة الأمريكية فاضل الحيالى فى هذا التوقيت فى نينوى بالذات، والإجابة: "عين الحيالى نائبًا للبغدادى بعد مقتل سلفه فى غارة أمريكية نهاية العام الماضى، وتولى مهام البغدادى بعد إصابته فى 18 مارس الماضى، حيث إن من أهم شروط تولى الخليفة فى اعتقاد داعش سلامة الحواس وخلو الجسد من الأمراض التى تمنعه من الحكم".
وتابع: "تؤكد معلومات أن الحيالى تولى مهام الخليفة المزعوم بعد إصابة زعيمه أبو بكر البغدادى بجروح فى إحدى العمليات الأمريكية على التنظيم فى 18 مارس الماضى، وحصل تضارب فى اسم الشخصية المستهدفة فقالت تقارير إنه أبو علاء العفرى واسمه الحقيقى هو عبد الرحمن مصطفى، وهو معلم ومدرس فيزياء من منطقة الحضر الواقعة على بعد 80 كيلومترًا من الموصل".
وأكد عبد المنعم أن تفاصيل هذه العملية، وفقًا لمصادر عسكرية رفيعة فى العراق، قيام التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة بإنزالين جويين فى محافظة نينوى، وأن مقتل فاضل الحيالى، المكنى أبو مسلم التركمانى الذى كان له دور فاعل فى تأسيس هذا التنظيم إلى جانب الحاج بكر، الذى قتل فى دير الزور سنة 2013، سوف يجعل له تداعياته على التنظيم وعلى خططه العسكرية وشبكة علاقاته العامة به، حيث كان من المحتمل أن يتولى أبو مسلم التركمانى منصب الخليفة فى حالة خلوه من المنصب فى حين إعلان مقتل البغدادى.
وأوضح الباحث فى الحركات الإسلامية أن الأمريكان أقدموا على هذه العملية لاحتمالين:
الأول: قرب إعلان مقتل أبو بكر البغدادى لأن حالته خطيرة، فأقدمت على التخلص من الرجل الثانى المحتمل أن يتولى المنصب.
الثانى: أن الرجل الثانى بدأت تحركاته وتأثيره يحدثان ضررًا كبيرًا فى صفوف القوات الأمريكية فى العراق، خصوصا أن محافظة نينوى بها صراع كبير وسيطرة من التنظيم على المداخل والمخارج.
وأكد أن هذه العمليات النخبوية الاستخباراتية تعيد إلى الأذهان عمليات اصطياد قيادات القاعدة فى وزيرستان وفى أفغانستان وفى اليمن والعراق ما بعد 2006، وانتهت بمقتل قيادات الصف الأول من التنظيم أبرزهم أبو مصعب الزرقاوى وأبو أيوب المصرى وأبو عمر البغدادى والعولقى فى اليمن، وأبو يحيى الليبى وأبو زبيدة فى أفغانستان.
لكن التحدى الذى تواجهه وكالة الاستخبارات الأمريكية فى الوقت الحالى هو تمترس التنظيم وقياداته فى المدن والمراكز المدنية، وضعف مصادر المعلومات على الأرض، مشيرًا إلى أن استهداف رؤوس داعش فى العراق والموصل، هى استراتيجية أمريكية قديمة استخدمتها ضد قيادات القاعدة فى وزيرستان واليمن وشمال إفريقيا، وهذا يعنى أن المشهد العملياتى ضد داعش يتجه نحو مزيد من عمليات نوعية نخبوية استخبارية، تنفذها فرق كوماندوز مباشرة لتكون بديلًا عن العمليات العسكرية الواسعة.
المصدر
0 Komentar untuk "حقيقة اغتيال الرجل الثانى فى داعش"

.

تابعنا على الفيس بوك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأكثر قراءة

الشروط والاحكام | سياسه الخصوصيه | تواصل معنا