مع إشراقة شمس اليوم الاثنين، استقبلت الحدائق العامة والمتنزهات زوار شم النسيم، الذين خرجوا من بيوتهم لاستقبال شم النسيم والتمتع بالخضرة وتفتح الزهور، حيث يجد المصريون فى هذا اليوم متنفسا لهم، من الهموم الأسرية والضغوط المالية، والهجمات الإرهابية التى تتحرك هنا وهناك وتعصف بمزاجهم العام.
ولم تخلو الاحتفالات من الغرائب والطرائف التي رصدتها عدسة ''مصراوي''، في شم النسيم.
ويصر المصريون على الاحتفال بشم النسيم الذى يعد من المواسم التى تشهد حالة من النشاط الفني حيث تشتعل الساحة الفنية بالحفلات الغنائية فى العديد من القاعات والأماكن المفتوحة به فعلى الرغم من مسحته الدينية منذ عصر القدماء المصريين ، إلا أنه بات عيدا شعبيا ينتظره المصريون للخروج للمتنزهات والحدائق وممارسة عادات وتقاليد ورثوها عن أجدادهم وارتبطت به فأصبحت من أهم مظاهره التى أخذتها عنهم دول الغرب والشرق ونقلوها لأعيادهم الربيعية.
واحتفاء المصريين بشم النسيم يأتى إحياء لعادات وتقاليد أجدادهم الفراعنة ، الذين كانوا يحتفلون بذلك اليوم فى احتفال رسمى كبير، يتزامن مع الانقلاب الربيعى ، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس فى برج الحمل، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرصها مائلا نحو الغروب مقتربا تدريجيا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم ، وفى تلك اللحظة تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهته أمام المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
أما أطعمة شم النسيم التقليدية المفضلة انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتفال به ، ومؤخرا احتلت صورها بطاقات التهنئة على مواقع التواصل الاجتماعى والواتس اب ، ويأتى البيض الملون فى مقدمة تلك الاطعمة حيث يرمز إلى خلق الحياه من الجماد عند الفراعنه ، ولذلك فإن تناول البيض فى هذه المناسبة يبدو كأنه أحد المشاعر المقدسة عند قدماء المصريين فكانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمانيهم للعام الجديد ويضعونه فى سلال من سعف النخيل يعلقونها فى شرفات المنازل أو أغصان الأشجار لتحظى ببركة نور الآلهة عند الشروق فتتحقق أمانيهم ، وتطورت هذه النقوش حاليا على البيض بزخرفة جميلة.
أما الفسيخ أو السمك المملح فهو سيد الموقف فى هذا اليوم وبطل أطعمة شم النسيم التقليدية ، وكذلك الخس والملانة ( الحمص الأخضر ) والترمس ، والبصل الأخضر الذى يرتبط بإرادة الحياة وقهر المرض فكان المصريون القدماء يعلقونه فى المنازل والشرفات ويضعونه تحت الوسائد وما زالت تلك العادة منتشرة بين بعض المصريين حتى اليوم.
ويرجع الاحتفال بشم النسيم إلي ما يقرب من 4700 عام ، وترجع تسميته إلي الكلمة الفرعونية شمو ، وهي كلمة هيروغليفة ، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلي بعث الحياة.
وتتنوع مظاهر الاحتفال بين مختلف فئات الشعب ، فغالبتها تحتفل به خارج نازلها ، أما بالنسبة للوزراء قمنهم من يفضل الاحتفال ببلدته مسقط رأسه، أو بالإسكندرية والساحل الشمالي، أو السخنة ، أو في المنزل مع الأهل والأقارب والأصدقاء ، ومثال ذلك الدكتور ناهد عشري وزيرة القوي العاملة والهجرة التى تقضي شم النسيم مع زوجها بالمنزل وسط الأهل الأقارب .
وكانت حديقة الحيوان بالجيزة أنهت استعداداتها لاستقبال الرواد الاثنين، خلال شم النسيم، حيث تم تشديد الإجراءات الأمنية والصحية، والتأكد من خلو الحيوانات والطيور من أي أمراض وبائية وأنها تتمتع بحالة صحية جيدة، حيث جرى تطوير أماكن إيواء الحيوانات وتحسين أوضاعها طبقا لمعايير الرفق بالحيوان عالميا، فضلا عن المتابعة الدورية والتحصينات من أطباء الوقاية بالحديقة، وتقييم المستوى المناعى لهذه الطيور.
0 Komentar untuk "24 صورة ترصد غرائب وطرائف احتفالات المصريين بشم النسيم"